‮ ‬شهدت جامعة الأزهر لأول مرة مناقشة رسالة ماجستير حول حادثة كربلاء من خلال دراسة وترجمة مجموعة قصصية‮ ‬آفتاب در حجاب‮ ‬للكاتب الإيراني سيد مهدي شجاعي،‮ ‬والتي قامت بها الباحثة مروة رمضان تحت إشراف الدكتورة آمال سلامة أستاذة بقسم اللغة الفارسية وآدابها والدكتورة نجلاء أمين وكيلة كلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر بنات،‮ ‬حيث استغرقت في إعدادها ست سنوات نظرا للصعوبات الكثيرة التي واجهتها‮.‬

‮ ‬وقد اهتمت الدراسة بتحديد الملامح المميزة للبنية الفنية للقصة الإيرانية المعاصرة من خلال الكاتب الإيراني المعاصر‮ ‬سيد مهدي شجاعي‮ ‬الذي ولد في عام‮ ‬1960،‮ ‬وحقق مكانة كبيرة من خلال هذه القصة،‮ ‬وهو ابن الثورة الإسلامية وكانت السياسة جزءا من هذه المرحلة المليئة بالأحداث،‮ ‬وقد تناولت هذه المجموعة القصصية قصة حياة السيدة زينب رضي الله عنها،‮ ‬مرورا بحادثة كربلاء‮.‬

‮ ‬وتوضح الباحثة أن هناك العديد من المشاكل التي واجهتها الباحثة مثل‮: ‬صعوبة جمع المصادر والمراجع التي تتحدث عن الكاتب،‮ ‬فاستعانت بكتاب‮ ‬سيد كاشفي خوانساري‮ ‬والذي تحدث عنه بإيجاز،‮ ‬وكما قامت الباحثة بمراسلة دور النشر التي قام شجاعي بنشر أعماله فيها،‮ ‬ولكنها لم تتعاون معها في إرسال أرقام تليفونات‮ ‬شجاعي‮ ‬برغم من أنه مازال علي قيد الحياة،‮ ‬ولذلك تبدو سيرته‮ ‬غامضة لأنها لم تعرف المدارس التي التحق بها في مراحله التعليمية الأولي،‮ ‬وبعد أن حصل علي دبلوم الرياضيات التحق بكلية الفنون المسرحية قسم دراما ثم كلية الحقوق،‮ ‬وقد استعارت كتاب شجاعي من‮ ‬حجة الله جودكي‮ ‬المستشار الثقافي السابق في سفارة إيران‮.‬

‮ ‬وأشارت الباحثة إلي أن قصة‮ ‬آفتاب در حجاب‮ ‬المكونة من‮ ‬238‮ ‬صفحة هي تجسيد لآلام آل بيت النبوة،‮ ‬كما أنها تحتوي علي قصة من حياة السيدة زينب رضي الله عنها منذ مولدها حتي دخول قافلة أسري معركة كربلاء إلي المدينة المنورة،‮ ‬والتي أبرزت الصفات التي تتسم بها السيدة زينب لأنها كانت صابرة وصامدة ومرفوعة الرأس بالرغم مما تتعرض له من كوارث وكما أنها نموذج يجب أن يحتذي به وكأساس للتغيير والإصلاح،‮ ‬وكانت مهتمة بتعليم الدروس العقائدية للنساء الأميات في المدارس والمساجد والمخيمات والقري النائية‮.‬

وأوضحت الباحثة أن الكاتب نجح في وصف المواقع التي تدور فيها الأحداث ووصف الانفعالات والأحاسيس بشكل جيد حتي يجعلنا نتعاطف مع بطلة القصة الأصلية،‮ ‬ومن الملاحظ الحضور المكثف للكاتب لإثارة الشفقة وجذب انتباه القارئ،‮ ‬وبالإضافة إلي سيطرته علي أقوال وأفعال السيدة زينب فجاء الحديث بصيغة المخاطب‮.‬

وتشير إلي أن كتاباته تتسم بالواقعية في الوصف الدقيق للأحداث،‮ ‬وقيامه بتسليط الضوء علي أرض معركة كربلاء،‮ ‬وبالإضافة إلي نجاحه في تجسيد الجوانب الأخلاقية في الإمام الحسين‮ - ‬رضي الله عنه‮ - ‬مثل الوفاء والشجاعة والصمود،‮ ‬والجوانب الأخلاقية في يزيد وأعوانه‮.‬

وفي النهاية،‮ ‬تشيد الباحثة بقدرة الكاتب في إبراز الأغراض التربوية في القصة المتسمة بأنها ذات مغزي تعليمي،‮ ‬لأنه استطاع ببراعة فائقة في تقديم شخصيات آل بيت النبوة كمثال يحتذي به في التضحية والفداء وترسيخ هذه القيم في عقول الشباب،‮ ‬وكما نجح في التركيز علي الجانب المضيء والمظلم في النفس البشرية حتي يوحي لنا بالصراع بين الخير والشر‮.‬ وأوصت الباحثة بأنه ينبغي علي جميع الأدباء تجسيد المعاني السامية في تاريخنا المجيد،‮ ‬والاهتمام بالأدب الموجه للأطفال والشباب كأسلوب تربوي يهدف إلي تعديل السلوك والوصول إلي إعلاء القيم الأخلاقية في المجتمع،‮ ‬وبالإضافة إلي ضرورة توافر كم هائل ومتنوع من الجرائد والمجلات التي كان يرأس تحريرها شجاعي واللقاءات التليفزيونية التي كان يتحدث فيها،‮ ‬ولكنها لم تتمكن من الإطلاع عليها لأنها كانت‮ ‬غير موجودة في سفارة إيران،‮ ‬وتتمني الباحثة أن تدور رسالة الدكتوراه حول ترجمة كتاب‮ ‬سانتا ماريا‮ ‬والذي حصل من خلاله شجاعي علي جوائز في مهرجان الأدب القومي في إيران‮.‬